کد مطلب:335864 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:173

و عرفت الحقیقة بشقشقة هدرت فی قلبی ثم استقرت، الخطبة الشقشقیة (للإمام علی)
أما والله لقد تقمصها فلان [1] ، وإنه لیعلم أن محلی منها محل القطب من الرحی: ینحدر عنی السیل، ولا یرقی إلی الطیر، فسدلت دونها ثوبا وطویت عنها كشحا. وطفقت أرتأی بین أن أصول بید جذاء، أو أصبر علی طخیة عمیاء، یهرم فیها الكبیر، ویشیب فیها الصغیر، ویكدح فیها مؤمن حتی یلقی ربه. فرأیت أن الصبر علی هاتا أحجی، فصبرت وفی العین قذی، وفی الحلق شجا، أری تراثی نهبا، حتی مضی الأول لسبیله، فأدلی بها إلی فلان بعده [2] (ثم تمثل بقول الأعشی). شتان ما یومی علی كورها ویوم حیان أخی جابر فیا عجبا!! بینا هو یستقیلها فی حیاته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما



[ صفحه 382]



تشطرا ضرعیها! فصیرها فی حوزة خشناء یغلظ كلامها، ویخشن مسها، ویكثر العثار فیها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم، فمنی الناس لعمر الله - بخبط وشماس، وتلون واعتراض، فصبرت علی طول المدة، وشدة المحنة، حتی إذا مضی لسبیله جعلها فی جماعة زعم أنی أحدهم، فیا لله وللشوری! متی أعترض الریب فی مع الأول منهم، حتی صرت أقرن إلی هذه النظائر [3] لكنی أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا، فصغی رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره، مع هن وهن، إلی أن قام ثالث القوم نافجا حضنیه، بین نثیله ومعتلفه، وقام معه بنو أبیه یخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربیع، إلی أن انتكث فتله، وأجهز علیه عمله، وكبت به بطنته فما راعنی إلا والناس كعرف الضبع إلی، ینثالون علی من كل جانب، حتی لقد وطئ الحسنان، وشق عطفای، مجتمعین حولی كربیضة الغنم فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخری، وقسط آخرون كأنهم لم یسمعوا كلام الله حیث یقول: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذین لا یریدون علوا فی الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقین) [4] بل! والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حلیت الدنیا فی أعینهم، وراقهم زبرجها. أما والذی فلق الحبة، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقیام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله علی العلماء أن لا یقاروا علی كظة



[ صفحه 383]



ظالم، ولا سغب مظلوم لألقیت حبلها علی غاربها، ولسقیت آخرها بكأس أولها، ولألفیتم دنیاكم هذه أزهد عندی من عفطة عنز، أو ورقة تقضمها جرادة [5] .



[ صفحه 384]




[1] يقصد بفلان الخليفة أبي بكر، وليس قميصا ليس له، عندما اغتصب الخلافة هو وأصحابه.

[2] أي سلمها إلي عمر من بعده.

[3] إشارة إلي علي عليه السلام هل يقرن أو يقاس بعثمان أو طلحة أو الزبير أو عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص هل هؤلاء يقاسون بعلي عليه السلام، يا للعجب من هذه الأمة.

[4] سورة القصص: الآية 83.

[5] هذه الخطبة المعروفة بالشقشقية للإمام علي عليه السلام نقلها ابن أبي الحديد المعتزلي وعرفها كل من شرح نهج البلاغة وهذا سند الخطبة للمتقولين والمشككين الذين قالوا هذه الخطبة للشريف الرضي وليس للإمام علي عليه السلام. أسانيد هذه الخطبة المعروفة بالشقشقية: نقلها ابن الخشاب قبل مائتي سنة من ولادة الشريف الرضي، وقال ابن أبي الحديد وجدتها في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة، وكان ذلك في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة. وقال نقلها جعفر بن قبة في كتابه (الإنصاف) وكان أبو جعفر من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ومات قبل أن يولد الرضي. وقال ابن ميثم البحراني الحكيم المحقق في كتابه شرح نهج البلاغة في الخطبة أني وجدتها في كتاب الإنصاف وهو متوفي قبل ولادة الرضي. واعترف بها شيخ الأزهر - الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية. وأكثر من أربعين عالم من الفريقين السني والشيعي شرحوا نهج البلاغة وأذعنوا بأن الخطبة الشقشقية من كلام الإمام علي عليه السلام وقال الشيخ محمد عبده: (أني للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب قد وقفنا علي رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر.